تحولت عديد الأندية الأوروبية التي أفل نجمها منذ عشريات من الزمن، إلى فرق تنافس لأجل الظفر بأقوى الدوريات في القارة العجوز وذلك بعد أن طرق أبوابها مشايخة الخليج، الذين لم يتوانوا عن ضخ سيول من الأموال ودخول عالم الاستثمار في مجال كرة القدم من أبوابه الواسعة.
تعتبر عائلة ''الفايد'' المصرية أولى العائلات العربية التي دخلت مجال الاستثمار الكروي من بوابة القارة العجوز وبالضبط من نادٍ إنجليزي يدعى فولهام، قبل أن تتوسع الظاهرة لتشمل أندية أخرى إنجليزية، إسبانية وفرنسية، في انتظار نوادٍ ألمانية وحتى إيطالية.
ولعل ما حدث منذ ثلاث سنوات من الآن على مستوى ناد اسمه ''مانشستر سيتي''، جدير بالمتابعة والاهتمام، خاصة بعد الثورة التي أحدثتها شركة أبوظبي القابضة بقيادة الشيخ منصور بن زايدي آل نهيان، الذي لم يجد حرجا في ضخ ما قيمته 220 مليون أورو دفعة واحدة لدخول ''البريميار ليغ'' من بوابة الكبار.
الشيخ أملى أوامره بالتعاقد مع أكبر اللاعبين وأشهر المدربين، غير مبالٍ بما تتطرق إليه وسائل الإعلام العالمية بشأن الصفقات الخيالية، وهو ما فسح المجال أمام المدير الرياضي لهذا النادي لعرض مبالغ ضخمة على نجوم عالميين استقطبهم النادي من دون إشكال من أمثال المدرب مانشيني، تيفيز، يايا توري، اديبايور، روبينهو والمثير للجدل بالوتيلي وغيرهم من عباقرة الكرة.
وكانت أكبر ضجة أحدثها الشيخ الإماراتي، دون شك، هو ذلك العرض الجنوني الذي قدم إلى ريال مدريد لأجل التنازل عن كريستيانو رونالدو مقابل صفقة قوامها 150 مليون جنيه استرليني، وهو ما كاد أن يزلزل أركان النادي الملكي لولا تفطن ''فلورونتينو بيريز'' إلى جدية الخطوة وتراجع ''مورينهو'' واتخاذه لقرار يقضي بالاحتفاظ بمهاجمه، بعد أن عمل على إذابة الجليد مع مواطنه الذي انتقده بعد مباراة نصف نهائي أبطال أوروبا ضد ''البارصا''.
وكان نادي العاصمة الباريسية باريس سان جيرمان، آخر ناد ينضم إلى قائمة الأندية التابعة للمستثمرين العرب، ما عجل بضم البرازيلي ليوناردو كمدير رياضي للفريق وتقديم عرض غير مسبوق للظاهرة جوزي مورينهو الذي قُدم له شيك على بياض مقابل قبوله الإشراف على العارضة التقنية للـ''بي أس جي''، في سابقة مدوية قد تكون تاريخية في حال تجسيد الصفقة على أرض الواقع.
ويبقى ''الخطر القادم من الجنوب'' مرشحا لإحداث انقلابات وتغييرات عديدة على بانوراما الكرة الأوروبية، خلال أجل لا يتعدى الخمس سنوات، ما دفع بالأندية العالمية الكبيرة على غرار ''البارصا'' و''الريال'' و''المان سيتي'' إلى تخصيص حيز كبير لدراسة الظاهرة، وهم الذين سيواجهون مستقبلا صعوبات في إقناع حتى أكبر نجومهم بالبقاء، بالنظر لما باتت تسيله أموال العرب من لعاب لأكثر من نجم شهير.
( المصدر)
http://www.elkhabar.com/ar/sport للمناقشة
الرئيسية 
الأربعاء يوليو 13, 2011 7:14 pm